اعتبر عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي اقتحام مبنى الكونغرس أخطر قضية لهم منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وسط اتهامات لداعمي حملة الرئيس السابق دونالد ترامب بتمويل المظاهرة التي أدت إلى الاقتحام.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) عن بعض عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) وصْفهم ملف اقتحام مبنى الكونغرس بأنه يمثل أخطر قضية لهم منذ هجمات “11 سبتمبر”، مؤكدين أنهم يولون أهمية قصوى لتحديد مدى التخطيط والتنسيق بين مجموعات المقتحمين.
وأضافت الصحيفة أن عملاء مكتب التحقيقات يعملون في جميع أنحاء البلاد على كشف دوافع وأهداف المئات من مؤيدي ترامب الذين اقتحموا مبنى الكونغرس في السادس من هذا الشهر.
ويعمل محققو “إف بي آي” -وفق الصحيفة- على التمييز بين المشاركين في تنظيم هجوم مسلح على مقر يتبع الحكومة الأميركية، والمجموعات التي يربطها الإيمان السياسي الذي يكفله الدستور.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن مسؤولين في قوات إنفاذ القانون يعتقدون أن القنابل التي عُثر عليها قرب مقري الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن وُضعت بشكل متعمد، بهدف إلهاء قوات الشرطة وسحبها بعيدا عن مبنى الكونغرس في اللحظة الحاسمة لاقتحامه.
ونشرت “واشنطن بوست” مقطع فيديو قالت إنها حصلت عليه حصريا، ويُظهر المشتبه فيه وهو يحمل حقيبة يعتقد أنها تحتوي على مواد متفجرة، كما رفع مكتب التحقيقات الفدرالي إلى 100 ألف دولار قيمة المكافأة المرصودة لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى إيقافه، وذلك بعدما أجرى المحققون مقابلات مع أكثر من ألف شخص للتعرف عليه.
تمويل المظاهرة
بدورها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) -نقلا عن مصادر من بين منظمي المظاهرة- إن الإذاعي الذي ينتمي إلى أقصى اليمين أليكس جونز -وهو أحد أبرز جامعي التبرعات لترامب- حصل على تبرعات لتمويل المظاهرة.
وأفادت “وول ستريت جورنال” أيضا بأن جولي جينكينز فانسيلي وريثة سلسلة متاجر بابليكس تبرعت بنحو 300 ألف دولار لتمويل المظاهرة، وأن جونز سهّل الحصول على هذا التمويل منها، على اعتبار أنها كانت من الممولين البارزين لحملة ترامب الانتخابية.
لكن الصحيفة لم تذكر إن كان منظمو المظاهرة التي خطب فيها ترامب قد خططوا لاقتحام الكونغرس بعد ساعات من الخطبة، مشيرة فقط إلى أن جونز لم يرد على طلب الصحيفة للتعليق على هذه الأنباء.
وكانت محكمة فدرالية في واشنطن وجهت تهما بالتآمر وخلق الاضطراب المدني إلى عضوين من جماعة “براود بويز” (Proud Boys) المنتمية إلى أقصى اليمين، وذلك على خلفية الدور الذي قاما به في الاقتحام.